iMadrassa

النص الأدبي نكبة الأندلس

I أتعرّف على صاحب النّص

هو أبو البقاء صالح بن شريف الرّنديّ نسبة إلى رُندة قرب الجزيرة الخضراء بالأندلس الّتي وُلد بها سنة 601 ﻫ، و هو واحد من حفظة الحديث و الفقهاء، كما أنّه برع في الشّعر و النّثر، توفّي سنة 684 ﻫ تاركا ديوانا شعريّا يضمّ مختلف الأغراض منها: المدح و الغزل و الرّثاء.

تقديم النّص

 و عند مطلع شمس يوم 2 يناير عام 1492 م، التقى الملكان " فرديناند " و " إيزابيلا " بالسّلطان أبي عبد الله الشّقيّ بجانب جامع صغير قريب من النّهر، و هناك سلّماه ابنه الّذي كان مرهونا، فضمّه إلى صدره و أخذ يقبّله.. ثمّ سلّم " أبو عبد الله " آخر ملوك غرناطة مفاتيحها إلى الملك قائلا: " هذه المفاتيح هي آخر ما بقي من سلطان العرب في إسبانيا، خذها فقد أصبح لك ملكنا و متاعنا و أشخاصنا ".

مناسبة النّص

نظمت هذه القصيدة عندما تهاوت المدن الإسلاميّة في الأندلس عندما تهاوت المدن الأندلسيّة هبّ الشّعراء إلى تصوير المصائب و الكوارث الّتي انجرّت عن ذلك و ذلك لاستنهاض همم المسلمين مطلقين نداءات استغاثة علّهم يلقون آذانا صاغية، و هذا أبو البقاء الرّندي يصوّر النّكبة الأندلسيّة في مرثيّته الشّهيرة.

 

      فَـــلا يُــــغَــــرَّ بِطــيـــبِ الــعَــيْــشِ إِنْــــســـانُ

لِـكُــلِّ شَــيْءٍ إِذا مــــا تَـــمَّ نُــقْــصـــانُ   

مَــــنْ سَــــرَّهُ زَمَــــــنٌ ســـاءَتْـــــــهُ أَزْمــــــانُ

هــــي الأمـــورُ كَمــا شـــاهَدْتُهــا دُوَلٌ

  هَـــــوى لَــــــهُ أُحُــــــدٌ و انْـــــهَـــــدَّ ثَــهْــــلانُ

دَهــــى الجَزيـــرَةَ أَمْـــرٌ لا عَــزاءَ لَــهُ     

  و أَيْــــــنَ شـــاطِــبَـــةٌ أَم أَيْــــــنَ جَـــــــيَّـــــانُ  

 فَـاسْــــأَلْ بَلَنْسِيَـــةً مـــا شــأْنُ مُرْسِيَــةٍ      

  مِـــنْ عـــالِـــمٍ قَدْ سَــمـــا فيـــهـــا لَـــــهُ شــــانُ

و أَيْــــنَ قُـــرْطُــبَـــةٌ دارُ العُلومِ فَــكَـــمْ     

    عَــســى الــبَــقــــاءُ إِذا لَــــمْ تَــــبْــــقَ أَرْكــــانُ 

قَـــواعِـــدٌ كُـــنَّ أَرْكـــانَ البِــلادِ فَـمـــا   

     كَــمـــا بَكـــــى لِـــفِــــراقِ الإلْـــــفِ هَــــمْـــدانُ

تَبْكـــي الحنيـفيّـة البَيْضــاءُ مِـنْ أَسَــفٍ   

    قَـــدْ أَقْــفَــرَتْ و لَـــهـــا بِــالــكُــفْـــرِ عُــمْــرانُ

عَلـــى دِيــــارٍ مِنَ الإسْـــلامِ خـــالِــيَــةٍ     

      مـــا فــيــهـــِنَّ إِلّا نَــواقــــــيــسٌ و صُــلْــبــــانُ

حَيْثُ المَســاجِــدُ قَدْ صـــارَتْ كَنـــائِسَ  

  حَتَّــى المَــنــابِــرُ تَـــــرْثــي و هْـــــيَ عــيـــدانُ

حَتَّـى المَحـاريـبُ تَبْكـي و هي جامِدَةٌ      

     قَـتْـلـــى و أَسْــــرى فَمــــا يَــهْــتَـــزُّ إِنْــســــانُ 

كَمْ يَسْتَغيــثُ بَنـو المُسَتَضْعَفيـنَ و هم    

   أَحـــالَ حــــالَــهُـــمْ جَـــــــوْرٌ و طُـــغْـــــيــــانُ       

يــا مَــنْ لِـــذِلَّــةِ قَـــوْمٍ بَعْـدَ عِــزُّهِــمُ

       و الــيَـــوْمَ هُـــمْ فـــي بِـــلادِ الـكُــفْــرِ عُــبْـــدانُ

بِالأَمْسِ كـانـوا مُلــوكـاً فـي مَنازِلِهِــم  

    لَــهــالَــكَ الأَمْـــــرُ و اسْـــتَــــهْــوَتْــكَ أَحْـــزانُ   

و لَـــو رأَيْــتَ بُكــاهُـــمْ عِنْدَ بَيْــعِـهِـمُ 

       إِنْ كــــانَ فــــي القَــــلْــبِ إِسْــــلامٌ و إِيْـــمـــانُ 

لِـمِثْـلِ هَـــذا يَـذوبُ الـقَـلْبٌ مِـنْ كَـمَـدٍ 
أثري رصيدي اللّغويّ
  • دهى الجزيرة: أصابها أمر عظيم.
  •  أحد و ثهلان : اسمان لجبلين.
  • الحنيفيّة البيضاء: الإسلام.
  • هيمان: محبّ.
  • جور: ظلم شديد.
  • كمد: حزن شديد مكتوم.
أكتشف معطيات النّصّ :
  • أين التمس الشّاعر التّأسّي؟
  • التمس الشاعر التّأسّي في تبدل أحوال الدنيا 
  • أيّ شيء دهى الجزيرة؟
  • سقوط المدن الأندلسية الواحدة تلو الأخرى و طمس معالم الحضارة الإسلامية هناك
  • أذكر أسماء المدن التي وقعت في يد الإسبان ؟
  • بلنسية - مرسية - شاطية - جيان - قرطبة
  • أين تقع المدن الّتي ذكرها الشّاعر؟
  • تقع المدن الّتي ذكرها الشّاعر في بلاد الأندلس .
  • ما الغرض من الاستفهام في البيتين الرّابع و الخامس؟
  • الغرض من الاستفهام في البيتين الرّابع و الخامس التّحسّر على سقوط هذه المدن .
  •  هل مدّ المسلمون في شتّى الأقطار يد العون إلى الأندلس؟
  • لم يمدّ المسلمون في شتّى الأقطار يد العون إلى الأندلس نحو قول الشّاعر : فما يهتزّ إنسان.
  •  ماذا حدث للملوك و رعيّتهم في الأندلس؟        
  •    أصبح الملوك و رعيّتهم في الأندلس عبيدا. يباعون في الأسواق بعد أن كانوا أعزّاء .
  •  ألف الشّعراء رثاء الموتى، فما يرثي الشّاعر في النّص؟
  • الشاعر يرثي المدن الأندلسية و المماليك التي أخرجوا منها 
  •  في القصيدة تصوير لهدم القيم الإنسانيّة الأساسيّة من طرف  الإسبان، علّل.
  • في القصيدة تصوير لهدم القيم الإنسانيّة الأساسيّة من طرف الإسبان و تحويل الملوك إلى عبيد حيث حولت المساجد إلى الكنائس يدق فيها الناقوس ، و استبعد الملوك بعد أن كانوا أحرار
  •  كيف ترى بيئة الشّاعر الاجتماعيّة و التّاريخيّة؟ وضّح.

البيئة الاجتماعيّة : تحوّل جذريّ في الحياة من العزّ إلى الذّلّ.

البيئة التّاريخيّة : سقوط الإسلام و المسلمين على يد الإسبان .

  •  " تبكي الحنيفيّة، المحاريب تبكي " وضّح أثر الصّورتين في المعنى.
  • " تبكي الحينيفة "، " المحاريب تبكي " استعارتان مكنيّتان، غرضهما التّشخيص، لأنّ الشّاعر شبّه الدّين الإسلاميّ و المحاريب بالشّخص الّذي يبكي.
أحدّد بناء النّص
  • ما نمط النّص؟
  • نمط النّص وصفيّ، يتخلّله شيء من السّرد.
  •  اُذكر الكلمات و العبارات الدّالّة على طابع الحزن و الأسى.
  • من الكلمات و العبارات الدّالّة على طابع الحزن و الأسى: أحزان، ساءته، تبكي الحنيفيّة البيضاء، فراق، أحزان، ترثي، يستغيث، ذلة، بكائهم.
أتفحّص الاتّساق و الانسجام في تركيب فقرات النّص
  •  اُذكر عواطف الشّاعر في النّص ؟
  • عاطفة الحزن و الأسى و الحسرة لما آلت إليه بلاد الحضارة الأندلس و عاطفة لوم و عتاب للعرب الذين لم يحركوا ساكنا لإغاثة إخوانهم 
  • كرّر الشّاعر لفظة الإسلام و الكفر و المساجد و الكنائس، علام يدلّ ذلك؟
  • كرر الشّاعر لفظة الإسلام و الكفر و المساجد و الكنائس يدلّ على الانقلاب الجذريّ الواقع في بلاد الأندلس حيث تحوّلت المساجد إلى كنائس و الإسلام إلى كفر، و يدل كذلك الصراع القائم بين الإسلام و المسيحية 
أجمل القول في تقدير النّص
  •  ما موضوع القصيدة؟
  • موضوع القصيدة هو رثاء الأندلس.
  •  هل هو قديم أم جديد؟
  • الرّثاء عموما غرض قديم  غير أنّ رثاء المدن هو  الجديد الّذي ظهر أوّلا في بلاد المشرق فالشّاعر " ابن الرّومي " رثى البصرة حينما استولى عليها الزّنوج، لكنّ الشّعراء الأندلسيّن برعوا في هذا الفنّ كما برعوا في الوصف لأنّهم رأوا هول الفاجعة بأمّ أعينهم.
  • استنتج الخصائص الفنّيّة لهذا الغرض.

يمكن أن نستنتج من خلال هذه القصيدة خصائص فنّ رثاء المدن و الممالك و المتمثّلة في :

التّشخيص.المقارنة بين الماضي المجيد و الحاضر المؤلم. صدق العاطفة. توظيف أساليب إنشائيّة المجازيّة كالاستفهام. التّركيز على النّاحية الدّينيّة و الإنسانيّة. الاستصراخ و طلب النّجدة.


قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.