iMadrassa

دراسة نص : الفخاريّ الصّبور

الفخاري الصبور
النص :

بأيّة عنايةٍ يختار الفخاريّ طينه، وفي غمرة أيّ حبّ يرشّه بالماء الصّافي؟. وبأيّ احترام يعجِن غَضَارَتَه الأصليّة؟ إنّ الإنسان إلاّ يبدع إلا في حالة الفرح، هذا الفرح الذي يبعث الحركة في أصابع الفخاريّ فترتعش وتبدع...

    في صباح اليوم نهض الأب إدريس متأخّرا. وفي ظلّ معمله الصّغير النّديّ كانت تنتظره أقراص الطّين المعجون المُصَفّى من كلِّ الشَّوائب .لقد كانت مَصْطَفّةً في نظام بديع، نزع جلبابه وقفز إلى الحُفرة. وعند ذلك صوَّت الدُّولاَبُ وانتشر شعاع مُزْرَقٌّ بعث البهجة في الكهف الرّطب .ظلّ الأب إدريس حتّى المساء يلاطف الأُصُصَ المنتفخة التي تُولَدُ تحت بصره، يلاطفها بإبهام لا تعرف الكلل. فكان منها صفوفٌ وصفوفُ، عشراتٌ وعشراتُ. وإذ انتهى يومه استعدّ للذّهاب

    ... نَشَفَتِ الأصُصُ في الظّلّ ثم صُفِّفتْ في الفرن بعناية وتُركت في نار لهيبها جهنميٌّ. لقد صفّاها اللّهب من كافّة آفاتها، فخرجت بيضاء ناصعة تسرّ النّاظرين.

     أخذا الأب إدريس يَفِرزُها، ففحص الأصِيصَ الأوّل، فلاحظ فيه شقًّا يقطعه من الأعلى إلى الأسفل، تنهّد ووضعه جانبا، وهو يُتَمْتِم يا حبّذا أصُصٌ يُثمر فيها الجهد والتّعب، ولكنّ الثاّني كان مثله، وكذلك الثّالث وكلّ الباقي. أجل، كانت الأصص كلّها دون استثناء، تحمل ذلك الشّقّ المُرعب الذي يجعلها لا تصلح للاستعمال.

    إنّ الفخاريّ الذي انهار وسط ركام من الجهود والوحدة، قد قوَّس ظهره دون أن تَبْدُرَ منه أدنى شكوى. وكانت يده تُربِّتُ على البطن المنتفخة لإحدى جثث الطّين المَشْوِيَّة. وبينما هو غارق في حلم مؤلم ضبط –دون رؤية- الانحناءَ الكامل لأحد الأصُص التي لامستها يدُه. وفجأة فُتِّحَتْ عيناه فوجد ه سالما لا شِيَة َفيه، تنهّد فَرِحًا وأخذ يحقِّق من جديد سلامة جميع الأواني. لكن واحسرتاه ! لم يَسْلَمْ سوى هذا. ضمّه إلى صدره المُدَرَّع بالطّين الجافّ وهو يردّد نِعْم ما يناله المجدُّ النّجاح ثمّ رفع بصره ليتوجه بدعاء عميق. فتمتم بهذه الكلمات: _( يا إلهي، يا إلهي، إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم ومن شرِّ حاسد إذا حسد) .   

                       (عن أحمد سفيوي)

البناء الفكريّ:

 

  1. ما علاقة الفخاريّ بحرفته؟
  2. استخرج من النّصّ الألفاظ المنتمية إلى مجال صناعة الفخّار.
  3. ما هي مراحل صناعة الأواني حسب ما جاء في النّصّ ؟
  4. ما الذي لاحظه الأب إدريس لمّا خرجت الأصص من الفرن ؟
  5. ما الشّعور الذي انتابه ؟
  6. ما الذي يقاسيه يوميّا ؟ و هل يؤديه ذلك إلى الفشل ؟

 

 

البناء الفكريّ:
  1. الفخاريّ شديد التّعلّق بحرفته،يحبّها  لأنّه يشعر بالفرح و هو يمارسها.
  2. الألفاظ المنتمية إلى مجال صناعة الفخّار هي: الطّين  - يعجِن - الدُّولاَبُ - الأُصُص الفرن - الأواني.
  3. مراحل صناعة الأواني :اختيار الطّين.- رشّه بالماء الصّافي - عجنه – تشكيل الأصص – تجفيفها في الظلّ – إدخالها في الفرن .
  4. لاحظ الأب إدريس أنّ الأصص تحملا شقّا  و لم تعد صالحة للاستعمال.
  5. شعر بالحسرة و الألم.
  6. يعاني يوميا من التّعب و الوحدة ،لكن ذلك لم يُثنِ من عزيمته و لم ينقص من حبّه لحرفته.
البناء الفنّيّ:

 

  1. ما نوع الأساليب التالية و ما غرضها البلاغيّ:" بأيّة عنايةٍ يختار الفخاريّ طينه

" يا إلهي، يا إلهي

2. ما النّمط الذي اعتمده الكاتب في الفقرة الأخيرة من النّصّ؟

3. في الفقرة الرّابعة من النّصّ اقتباس،وضّحه .

 

البناء الفنّيّ:
  1. :" بأيّة عنايةٍ يختار الفخاريّ طينه"أسلوب إنشائيّ نوعه الاستفهام و غرضه البلاغيّ التّعجّب. "يا إلهي، يا إلهي"نداء غرضه الدّعاء.
  2. النّمط الذي اعتمده الكاتب في الفقرة الأخيرة من النّصّ هو الوصفيّ.

3. الاقتباس :" لا شِيَة َفيه " مقتبس من قول تعالى " مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا " سورة البقرة: الآية71 

 

  • إختبارات
  • 9
  • الأجوبة الصحيحة
  • False
  • الأجوبة الخاطئة
  • False
  • مجموع النقاط
  • False

المراتب الخمس الأولى في Quiz

  • AmiNà SàFàR
  • 260 نقطة
  • imadrassa relecture
  • 220 نقطة
  • chou chou
  • 220 نقطة
  • med ali djellaili
  • 200 نقطة
  • Khaled Belkacem izala
  • 200 نقطة
  • sara douadi
  • 180 نقطة
  • Achref Boudhene
  • 180 نقطة
  • Hadjaissa Mohammed
  • 175 نقطة
  • Fatima-zahra Ben miloud
  • 170 نقطة
  • zahra zahra
  • 160 نقطة

قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.