نص تواصلي الشجاعة مفخرة العربي
مفخرة العربي وحليته شجاعته، يلبسها وتلبسه سواء أكان غنيا أم فقيرا، ذا قبيل أم وحيدا، وذلك أن أهل البادية متفردون عن المجتمع، بعيدون عن الحامية، يعيشون في العراء غير محتمين بأسوار أو جدران أو أبواب، فهم يقومون بالدفاع عن أنفسهم ولا يكلونه إلى سواهم، يحملون السلاح دائما، ويتلفتون عن كل جانب، ويتجافون عن الهجوع ويتوجسون للنبآت والهيعات، وينفردون في البيداء، مدلين ببأسهم، واثقين بنفوسهم، قد صار لهم البأس خلقا والشجاعة سجية. وإذا تقصيينا حياة العربي منذ طفولته أدركنا أن الشجاعة ولدت معه، وأنه شب وكبر وهي تتمشى في دمه، كيف لا وقد ربي في بيئة تتمح بالبطولة والإقدام، وحسن البلاء في حماية الذمار والأخذ بالثأر ... ؟ وطالما فزع طفل على قعقعة السلاح، وصيحات المقاتلين، وسمع الأقاصيص عن شجعان القبيلة حموها، و ردوا المغيرين عليها، أو هجموا على أخرى وأجلوها، ثم شب فرأى الرماح تشتبك، والسيوف تتقارع .
والأبطال في ميدان الوغى تتنازع، ثم كبر فشارك في المواقع، وأفنى العمر في المعارك، فلا عجب إن كانت الشجاعة خلقا عاما عند العرب. وقد تنوعت مظاهر شجاعتهم، فمدحوا الموت في ظلال السيوف والبنود، وهجوا بالموت على الفراش، وسموه الموت حتف الأنوف، ورأوا أن الإقدام لا يدني الأجل، وأن الحياة الجديرة بالبقيا إنما هي حياة الفتوة والمجد والشجاعة، وشعارهم أن الإقدام حياة ومجد، والفرار معرة وموت حقير، وافتخروا بصبرهم عند اللقاء وإن كان لقاء عنيفا، حتى ينتصروا، ولم تكن النساء لينحن على قتيل الحرب، لأن قتله مجد وشرف، ولأنهن تعودن أن يفقدن أعزاء في الحرب، ولأن النواح عليه ينبئ أن دمه مطلول .
وقد اصطحب المحاربون نساءهم ليبعثن الحمية والحماسة والبسالة فيهم، وبلغ من حبهم للشجاعة أن شهدوا بها لأعدائهم، فأنصفوهم اعترافا بشجاعة الخصم، وفي بعض الهزائم اعترف الشاعر بجبن حلفائه وضعف قومه وتحسر لأن جبنهم عقل لسانه عن مدحهم والفخار بهم. بتصرف من " الحياة العربية من خلال الشعر الجاهلي ".
من أهم الصفات الخلقية والاجتماعية التي راودت الإنسان العربي ولازمته عبر جميع أطوار حياته، ومنذ أقدم الأزمنة هي صفة الشجاعة، ولهذه الأهمية نجد الكثير من الكتّاب المعاصرين تحدثوا وبإطناب عن هذه الصفة الحميدة في كثير من مؤلفاتهم، وأعطوها مفاهيم عدة من هؤلاء الكتاب الدكتور : " أحمد محمد الحوفي " في نصه الذي نحن بصدد دراسته..
- ماهي الصفات التي تميز بها الفرد العربي قديما ؟
- من الصفات الخلقية التي ميزت الرجل العربي قديما :
- الشجاعة .
- البأس .
- الثقة بالنفس والصبر وحماية الذّمار.
- ماهي الظروف المساعدة على نشأة و ظهور الشجاعة ؟
- ساعدت ظروف البيئة الصحراوية من : قساوة المناخ وكثرة الحروب ، على بروز ميزة الشجاعة عند العرب من أهمها :
- البيئة الصعبة .
- العيش المتفرق.
- الخيمة التي لا جداران و لا أسوار لها متى هبت الريح أخذتها .
- تربية الأطفال على الشجاعة منذ الصغر.
- ماذا تمثل الشجاعة بالنسبة للانسان العربي ؟
. تمثل مفخرته وعزته وشهامته
- ما هي لوازم الرجل الشجاع العربي ؟
- يحتاج الرجل العربي الى الصبر لأنه لازمة من لوازم الرجل الشجاع وما يؤكد هذا قول الكاتب : "و افتخروا بصبرهم عند اللقاء وإن كان اللقاء عنيفا ...حتى ينتصروا ". إضافة إلى القوة البدنية و العقلية .
- ما هو موضوع النّص ؟
يدور النّص حول الشجاعة حيث نجد فيه تحليلا مفصلا لمعاني الشجاعة أي صفات الرجل الشجاع .
- ما هي القيم الاخلاقية اللازمة في النّص ؟
- الشجاعة .
- الصبر .
- حسن البلاء في القتال .
- ما نمط الغالب ؟
- النمط الغالب على النّص هو : تفسيري ، لأن الكاتب فسر لنا أسباب ظهور الشجاعة والمحافظة عليها في المجتمع العربي .
- كيف تبدو شخصية الكاتب ؟
تبدو شخصية الكاتب شخصية معتزة بأصولها العربية ومفتخرة بخصال الأجداد وبانتمائها لهذا الأصل .