نص تواصلي معلم الامثال حسين مروة
الأمثال و الحكم من مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي و قد انتشرت بينهم أكثر من المظاهر الأخرى لأنها توافق مزاجهم الفكري . و في النصين الآتيين يحلل الكاتبان أمثال الجاهلية و حكمهم و تعلق العرب بهما
للأمثال دورها الكاشف . من حيث كونها معلما تاريخيا من ثقافة الجاهلية العربية ، فإن ثقافة كهذه ، درجة تطورها لا تتجاوز بها مرحلة الثقافة المحكية ، أي مرحلة التعايش المباشر لحياة الناس اليومية و التعبير الشفهي غير المدون عن هذا التعايش ، و هي ثقافة تجد في الأمثال أبسط أشكالها و أيسر أدواتها للشمولية و السيرورة . فإن الأمثال ، في مثل هذا الشرط التاريخي ، تجمع بين ميزتين متفاعلتين : هي - من جهة أولى - تعبير مكثف عن حادثة منفردة أو حالة جزئية ، وهي - من جهة ثانية - تحويل للعبارة الواقعية إلى رمز و تحويل للحادثة و الحالة من واقعهما المنفرد و الجزئي إلى دائرة العام و الكلي . و عبر هاتين الميزتين تحمل الأمثال علامات و دلالات تاريخية على الكثير من التفاصيل عن نوعية الحياة الاجتماعية بمختلف مظاهرها و عن نوعية الوعي الاجتماعي بمختلف أشكاله.
إن أمثال الجاهلية إلى جانب كونها تعبر عن نظرة الجاهليين إلى أشياء حياتهم اليومية و العادية الملموسة و إلى الأحداث الجارية في هذه الحياة ، تعبر كذلك عن نظرتهم إلى المعاني و القضايا و المشكلات البرية بالمستوى النسبي - تاريخيا - لهذه النظرة.
ففي هذه الأمثال نجد بالفعل حياة الجاهليين و ملاحظاتهم الذهنية عن شؤون الحياة و الموت و الحرب و السلم ، و عن شؤون السلوك الاجتماعي و شؤون التعامل بين الناس في مختلف مجالات النشاط البشري المتوفرة لديهم ، و عن الموازين الأخلاقية عندهم و الحالات العاطفية و علاقات التحالف و الولاء و التخاصم ، و عن أشكال شتى من تجارب هؤلاء الناس مع واقع حياتهم و ظروف عيشهم . لكن المحتوى الثقافي الذي يعنينا هنا بالأخص هو ما ينقل إلينا نوعية المعارف عن الطبيعة و المجتمع والفكر لدى الجاهليين ، أي ما يصلح أن يجعل من هذه الأمثال معلما ثقافيا بوجه ما . إننا في هذا المجال نقع من أمثال الجاهلية على وفر من الدلالات المعرفية ، شرط أن نأخذ هذه الدلالات المرتبطة بإطارها التاريخي ، أي أن نزن قيمتها المعرفية بميزان المستوى التطوري لمجتمع شبه الجزيرة حينذاك . و ينبغي أن نضيف إلى الأمثال ذات الدلالات الثقافية أمثالا تحمل دلالات أرقى من تلك في الحقل الثقافي . هو صنف الأمثال المعبرة عن مدلولاتها بطريقة المجاز الفني أي بنحو من التطور الجمالي ، اسمع إلى قولهم ˃˃ركب جناحي نعامة ˂˂ و هو تعبير عن السرعة أو ˃˃جاء بقرني حمار ˂˂ تعبيرا عن ادعاء مستحيل ....
بتصرف من كتاب ( النزعات المادية في الإسلام)
الحكم في الجاهلية وليدة حوادث الدهر و تجاربه ، و لا وليدة العلم الصحيح و التفكير العميق و التأمل الطويل . فجاءت في كثرتها ، من الحقائق البديهية و الفكر المشترك ، موافقة لحياة القبيلة في الصحراء ، وما تواضعت عليه في ناموسها الفطري من الآداب الخلقية و الاجتماعية ، ترشد البدوي إلى منافعه ، و تبعده عن مضاره ، تزين له الفضائل التي تحمدها الحمية الجاهلية كتعظيم القوة و تحقير الضعف ، و ظلم البعداء و الحلم على الأقرباء ، و العفة عن الجارة ، و إدراك الثأر و صنع المعروف لنيل الثناء و اكتساب الذكر الجميل ، كما تزين له فضائل إنسانية لا يحدها زمان و لا مكان كالأمانة و الوفاء بالوعد ،
و اصطفاء الصديق ، و تجنب الرياء و الخيانة ، وإباء الذل و الصبر على المصائب.و لم تسمح لهم بيئتهم الطبيعية و الاجتماعية بأن يخرجوا في آرائهم إلى نظم إصلاحية عامة ، فجاءت حكمهم جزئية يفيد منها المجموع ، لا كلية شاملة تتوخى خير الجماعة، و تعني بعلاج مشاكلها، ووضع الشرائع و القوانين لتقويمها و صلاحها .
و شعراء الجاهلية،على الإجمال، نطقوا بالحكمة و ضربوا الأمثال على تفاوتهم في القلة و الكثرة، و شارك بعضهم بعضا في الأفكار و العظات، فترددت آراؤهم مستعادة مكرورة،تواطئوا عليها كما تواطئوا على مختلف المعاني و التعابير، و قلما وقعت على فلسفة شخصية يتميز فيها الواحد منهم على الآخر مع ما يبدو عليها من سذاجة و ضعف في الأحكام و تعليل الأسباب
بتصرف من كتاب ( أدباء العرب في الجاهلية و صدر الإسلام )
- عم تكشف أمثال الجاهلية في نظر الكاتب؟
- ما العلامات والدلالات التي تحملها أمثال العصر الجاهلي؟
- ما النظرة التي تعكسها أمثال الجاهلية بالنسبة إلى حياة العرب آنذاك؟
- إيت بأمثال تؤيد هذه النظرة .
- ما مصدر الحكم في الجاهلية؟
- لماذا لم تكن حكم الجاهلية تعنى بعلاج مشاكل الجماعة؟
- بم يصف الكاتب حكم الجاهلية؟ بم ترد على رأيه؟
- تكشف أمثال الجاهلية في نظر الكاتب كونهاهي معلم تاريخي من ثقافة الجاهلية العربية، تكشف عن حياة العرب اليومية.
- العلامات والدلالات التي تحملها أمثال العصر الجاهلي تاريخية على الكثير من التفاصيل عن نوعية الحياة الاجتماعية بمختلف مظاهرها وعن نوعية الوعي الاجتماعي بمختلف أشكاله.
- النظرة التي تعكسها أمثال الجاهلية بالنسبة إلى حياة العرب آنذاك تعكس نظرتهم إلى أشياء حياتهم من جهة وإلى المعاني والقضايا والمشكلات البشرية بالمستوى النسبي.
- ايت بأمثال تؤيد هذه النظرة --.يداك أوكتا وفوك نفخ، أنجز حر ما وعد،
- مصدر الحكم في الجاهلية : وليدة حوادث الدهر وتجاربه، لا وليدة العلم الصحيح والتفكير العميق والتأمل الطويل.
- لم تكن حكم الجاهلية تعنى بعلاج مشاكل الجماعة لأن بيئتهم الاجتماعية لم تسمح لهم بذلك، فجاءت حكمهم جزئية يفيد منها المجموع، لا كلية شاملة تتوخى خير الجماعة...
- يصف الكاتب حكم الجاهلية مستعادة مكرورة، تواطأوا عليها كما تواطأوا على مختلف المعاني والتعابير، قلما وقعت على فلسفة شخصية، ساذجة وضعيفة في الأحكام وتعليل الأسباب.
- قيل دوما:"الأمثال صوت الشعب" إلى أي مدى يصدق هذ القول عن أمثال الجاهلية من حيث وصفها لحياة العرب؟
- إيت بأمثال تصف حياة العرب في مختلف مجالات الحياة بالنسبة إلى العصر الجاهلي.
- إيت بحكم تزين خليقة الأمانة، الوفاء، الوفاء بالوعد، إباء الذل، الصبر على المصائب.
- من حكم العرب" كل قرين بالمقارن يقتدي" بين وجه الصواب أو الخطأ في هذه الحكمة مع التعليل.
- أساليب التعبير عن المعاني ثلاثة: مساواة، إيجاز وإطناب، إلى أي أسلوب تنتمي الأمثال والحكم؟ لماذا؟
- في الفقرة الأولى تكررت كلمة " الأمثال" أربع مرات، ما فائدة هذا التكرار؟
- عين الضمائر التي تعود على لفظ "الأمثال" .
- وفي الفقرة الثانية يتكرر لفظ "الأمثال" سبع مرات، علام يدل هذا التكرار؟
- ما العلاقة التي تربط الفقرة الأولى بالثانية؟
- ما نمط الكتابة في النصين؟
1- قيل دوما:"الأمثال صوت الشعب" يصدق هذ القول عن أمثال الجاهلية من حيث وصفها لحياة العرب لأنالأمثال تكشف عن حياة الشعوب فهي بنت البيئة التي ولدت فيها، وعليه فإن أمثال الجاهلية تكشف عن حياة الجاهليين
2- أمثال تصف حياة العرب في مختلف مجالات الحياة بالنسبة إلى العصر الجاهلي:
*الطبيعة (البيئة): إنك لا تجني من الشوك العنب، إذا كنت في قوم فاحلب في إنائهم، بلغ السيل الزبى.
*الأخلاق:أنجز حر ما وعد، أخلف من عرقوب،جزاء سنمار،أجود من حاتم.
*السياسة(السلم والحرب ): قطعت جهيزة قول كل خطيب، ما يوم حليمة بسر....
3- حكم تزين خليقة الأمانة، الوفاء، الوفاء بالوعد، إباء الذل، الصبر على المصائب.
* لا تركنن إلى من لا وفاء له *** الذئب من طبعه إن يقتدر يثب علي بن مقرب
*عــش ألف عام للوفاء و قلما *** ســاد امرؤ إلا بحـــــفظ وفائه أبو النجع الخوارزمي
*و جــــربنا و جرب أولــونا *** فــــلا شيء أعـــــز من الوفاء علي بن الجهم
*عش عزيزا أو مت و أنت كريم *** بين طعن القنا و خفق البنود المتنبي
*لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى *** حتى يراق على جوانبه الدم المتنبي
*يهون علينا أن تصاب جسومنا *** و تسلم أعراض لنا و عقول المتنبي
*إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم المتنبي
*فطعم الموت في أمر حقير *** كطعم الموت في أمر عظيم المتنبي
*الصبر مفتاح الفرج.
4- من حكم العرب" كل قرين بالمقارن يقتدي" .
هذه حكمة صائبة إلى حد كبير، هناك مثل غربي : يقول قل لي مع من تمشي أقول لك من أنت،ونحن مأمورون بمصاحبة الأخيار...، وهناك مثل يقول: الطيور على أشكالها تقع.
5- أساليب التعبير عن المعاني ثلاثة: تنتمي إلى الإيجاز. لأن هذا الأخير يعني كثرة المعاني مع قلة الألفاظ وهذا ينطبق على الأمثال والحكم.
6- في الفقرة الأولى تكررت كلمة " الأمثال" أربع مرات، ما فائدة هذا التكرا :الأمثال هي مركز الاهتمام، للتعريف بها والإحاطة بكل جوانبها.
7- الضمائر التي تعود على لفظ "الأمثال" : الهاء في دورها/كونها/وهي/
8- الفقرة الثانية يتكرر لفظ "الأمثال" سبع مرات، يدل هذا التكرار: أكثر تفصيل وشرح من الأولى، مع الإشارة أنه التكرار نفسه إذا أخذنا بالحسبان الضمائر.
9- العلاقة التي تربط الفقرة الأولى بالثانية : تفصيل وشرح للفقرة الأولى.
10- نمط الكتابة في النصين : التفسيري.
أوجز القول في الفرق بين الأمثال و الحكمة .
- الأمثال : هي كلمات لا تتطلب الإحاطة بالعلم، بل تتطلب تجربة في أمر من أمور الحياة، بعبارات موجزة .
- الحكم : تكشف الحكمة عن حوادث الدهر و تجاربه و هي عبارة عن هداية و نصائح توجه للناس للفلاح في حياتهم .