النص الأدبي الأول : أخي لميخائيل نعيمة
أخي ، إن ضجّ بعد الحرب غربيٌّ بأعمــــاله
وقدس ذكرَ من ماتوا وعظّم بطش أبطــــاله
فلا تهزج لمن سادوا ، ولا تشمت بمن دانا
بل اركع صامتاً مثلي بقلبٍ خــــــــــاشعٍ دامٍ
لنبكي حظ موتانا
****
أخي إن عاد بعد الحرب جنديٌّ لأوطـــــــانه
وألقى جسمه المنهوك في أحضان خـــــلانه،
فلا تطلب إذا ما عدت للأوطان خـــــــــــلّانا
لأن الجوع لم يترك لنا صحباً نناجيـــــــــهم
سوي أشباح موتانا
****
أخي إن عاد يحرث أرضه الفلاحُ أو يـــزرع
ويبني بعد طول ِ الهجر ِ كوخاً هدّه المــدفع
فقد جفت سواقينا وهدّ الذل ُّ مـــــــــــــأوانا
ولم يترك لنا الأعداء غرساً في أراضينــــا
سوي أجياف موتانا
****
أخي ، قد تمّ ما لو لم نشأه نحن مــــــا تّما
وقد عمّ البلاءُ ، ولو أردنا نحن مـــــا عمّا
فلا تندب، فأُذنُ الغير لا تصغي لشكـــــوانا
بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفش والمــعول
نواري فيه موتانا
****
أخي ، من نحن ؟ لا وطنٌ ولا أهلٌ ولا جارُ
إذا نمنا ، إذا قمنا ، ِردانا الخزيُ والعـــــارُ
لقد خمّت بنا الدنيا كما خمّت بموتــــــــــانا.
فهات الرّفش واتبعني لنحفر خندقـــــــاً آخر
نواري فيه أحيانا
******
إثراء رصيدي اللغوي :
- تندب : تبكي .
- العويل : البكاء على الميت .
- الرّفش : المجراف .
أتعرف على صاحب النّص :
|
- عمّن يتحدث الشاعر ؟ وإلى من يتوجه بالنداء ؟
- يتحدث الشاعر عن حاله بعد الحرب وحال الأمة العربية اليائسة المهدمة , و يوجه نداءه إلى أخيه .
- ما القضية التي يلفت انتباهنا إليها ؟
- هي قضية سياسية متعلقة بنهاية الحرب العالمية الأولى والتي فرح فيها الأعداء لانتصارهم على الدولة العثمانية ووقوع العرب تحت الانتداب .
- ماذا خلّف الغربي في بلاد العرب في رأي الشاعر ؟
- خلّف الغربي في البلاد العربية الموت و الضياع و الجوع و الفقر و مختلف الآفات الاجتماعية .
- بم توحي لك عبارة " ولو أردنا نحن ما عمّا " ؟
- توحي العبارة : بالندم و لوم النفس و العرب على ما أقدموا عليه من نصرة الأمريكان والفرنسيين على الدولة العثمانية .
- اختلفت إيحاءات الشاعر من طبيعية , و سياسية وضح الطبيعية منها .
- الإيحاءات الطبيعية تتمثل في الأرض : التي تمثل الأصل و الأصالة , الفلاح : يمثل البناء و التشييد , السّواقي : تمثل التراث الماضي , الغرس : يمثل المستقبل .
- لتركيز الشاعر على ضمير المخاطب المفرد في بداية كل مقطع غاية , فيما تكمن ؟
- غاية الشاعر من استعمال ضمير المفرد المخاطب في القصيدة تكمن في : الهمس فهو من خلاله يخاطب كل عربي عان نفس الألم / كأنه يحدث نفسه بما في نفسه من هموم في وقت لم يجد أحدا يصغي إليه غير أخيه الذي يرافقه في حربه و سفره ....
- لِمّ نوّع الشاعر بين الخبر و الإنشاء ؟
- نوع الشاعر بين الخبر و الإنشاء لملاءمتهما لأغراض الشاعر المتنوعة ،فتارة يسرد أحداثا بطريقة حوارية في حديثه عن الغرب و الذي يناسبه الأسلوب الخبري ،و تارة يستعمل الأسلوب الإنشائي في أمر ممزوج بالنهي مثلا قي قوله فلا تطلب إذا ما ......ثم يعود و يستعمل الأسلوب الخبري في التعليل و التبيين في قوله لأن الجوع لم يترك لنا صحبا نناجيهم .
- ما اللون البياني الذي يعكس نفسية الشاعر ؟
- اللّون البياني الذي يعكس نفيسة الشاعر هو : المجاز اللغوي . و قد أفصح الشاعر عن مجموعة من المشاعر منها : الحزن و الألم لما آلت إليه حال العرب و الأمة العربية كالشعور الجواب بالغضب ضد الغرب في المقطع الأول " ضج بعد الحرب غربي ..." تهزج لمن سادوا "و الندم في الفقرة الأخيرة " ردانا الخزيُ والعـــــارُ " .
- استخرج من المقطع الثالث المجازات اللغوية وبين نوعها. ..."
- ثلاث مجازات من المقطع الثالث :
- " كوخا هده المدفع " مجاز مرسل ( علاقة الجزئية ) .
- هد الذل مأوانا : استعارة مكنية .
- جفّت سواقينا : كناية .
- ما المحسن البديعي الذي جسده الشاعر في المقطع الرابع ؟
- الطباق عمّ # ما عمّ / تم # مــــــا تّما .
- ما الرّوابط التي اعتمدها الشاعر في بناء نصّه ؟
-
الروابط التي اعتمدها الشاعر في بناء نصه منها : حروف العطف و الجر ( الواو ٬ الفاء ٬ الباء ٬ بل ٬ في ) أدوات النفي ( لم ٬ لا ٬ ما النافية ) الشرط ( إذا ، لو ٬ إن ) ٬ التعليل ( لأن ) التحقيق ( فقد ) ٬ التكرار ( أخي ) الضمائر ( ضمير المخاطب ٬ الغائب ٬ المتكلم ) .
- ماذا أفادت لو في قوله : " لو لم نشأه نحن مــــــا تّما ؟ "
- " لو " تفيد امتناع لامتناع و هي حرف شرط غير جازم .
- ما موقف الشاعر من الحضارة الغربية ؟
- موقف الرفض و التنديد الصارخ بحضارة الغرب القائمة على الظلم و البطش و تزيين القبيح ٬ حيث يُظهر الحضارة الراقية في التصنيع و التكنولوجيا و يُضمر اللإنسانية و الوحشية .
- ما النزعة السائدة في النص ؟
- لقد صوّر الشاعر في قصيدته مأساة الوطن العربي بعد الحرب العالمية الأولى ، مستسلمين بذل ومهانة لنكبات الحرب ورزايا القدر ، غير أنّه لم يشر إلى بلد معيّن ممّا أضفى على النّص صبغة الإنسانيّة ،فالأخ هو كل مستضعف في العالم يعاني ويلات الاستعمار المستدمر المحطّم لآمال الشعوب في الحريّة...