النص الادبي الاول : خواص القمر وتاثيراته
النّص :
و أما القمر فهو كوكب مكانه الطبيعي الفلك الأسفل، من شأنه أن يقبل النور من الشمس على أشكال مختلفة و لونه الداني إلى السواد يبقى في كل برج ليلتين و ثلث الليلة و يقطع جميع الفلك في شهر، وهو أصغر الكواكب فلكا و أسرعها سيرا، و زعموا أن جرم القمر جزء من تسعة وثلاثين جزءا و ربع جزء من جرم الأرض. و دورة القمر أربعمائة و اثنان وخمسون ميلا بالتقريب ، و هذا ما وصل إليه آراء الحكماء بحكم المقدمات الحسابية .
و هو يحده سطحان كرويان متوازيان مركزهما مركز العالم، السطح الأعلى منهما لمقعر فلك عطارد، و الأدنى لمحدب كرة النار، و يتم دورته في كل ثمانية و عشرين يوما بحركته التي تختصبه من المغرب إلى المشرق، و فلك تدويره يدور في الفلك الحاوي في كل أربعة عشر يوما، ففي الدورة الأولى يكون القمر بوجهه الممتلئ إلى مركز الأرض، ثم إن فلكه الكلي ينقسم إلى أربعة أفلاك، ثلاثة منها شاملة للأرض، وواحد صغير غير شامل زعموا أن تأثيراته بواسطة الرطوبة كما أن تأثيرات الشمس بواسطة الحرارة، و يدل عليها اعتبار أهل التجارب و منها أمر البحار، فإن القمر إذا صار في أفق من آفاق البحر أخذ ماؤه في المد مقبلا مع القمر، ولا يزال كذلك إلى أن يصير القمر في وسط سماء ذلك الموضع، فإذا صار هناك انتهى المد منتهاه، فإذا انحط القمر من وسط سمائه جزر الماء، ولا يزال كذلك راجعا إلى أن يبلغ القمر مغربه فعند ذلك ينتهي الجزر منتهاه، فإذا زال القمر من مغرب ذلك الموضع ابتدأ المد مرة ثانية إلا أنه أضعف من الأولى، ثم لا يزال كذلك إلى أن يبتدئ بالجزر والرجوع، ولا يزال كذلك حتى يبلغ القمر أفق مشرق ذلك الموضع، فيعود المد إلى ما كان عليه أولا، فيكون في كل يوم و ليلة بمقدار مسير القمر فيهما في ذلك البحر مدان و جزران .و منها أمر أبدان الحيوانات فإنها في وقت زيادة القمر و ضوئه تكون أقوى، و السخونة و الرطوبة و الّنمو عليها أغلب، و تكون الأخلاط في بدن الإنسان ظاهرة، و العروق تكون ممتلئة، وبعد الامتلاء تكون الأبدان أضعف، و البرد عليها أغلب، و النمو أقل، و الأخلاط في غور البدن و العروق أقل امتلاء، و ذلك أمر ظاهر عند علماء الطب .
و منها أن الأطباء ذهبوا إلى أن أحوال البحر انات و تقارب أيامها مبنية على زيادة ضوء القمر و نقصانه. و كتب الطب ناطقة بذلك، و زعموا أن الذين يمرضون في أول الشهر تكون أبدانهم و قواهم على دفع المرض أقوى و الذين يمرضون في آخر الشهر بالضد..
- من هو القزويني ؟ متى وأين ولد ؟ بمَ اشتغل ؟ و متى توفي ؟ ماهي أشهر مؤلفاته ؟
أتعرف على صاحب النّص :
ضمنهما الأدب و السياسة إضافة إلى المادة الأساسية . |
تقديم النص :
- لمَ اختلط علم الفلك مع أعمال التنجيم في بادئ الأمر ؟
- أين يكمن الفرق بين علم الفلك وأعمال التنجيم ؟
- اذكر بعض الوقائع التاريخية التي تؤكد هذه المقولة .
- اختلط علم الفلك مع أعمال التنجيم في بادئ الأمر بسبب الظروف السياسية .
- علم الفلك يخضع للقواعد العلمية , بينما التنجيم يخضع للخرافة .
- يؤكد هذه المقولة موقعة " عمورية " التي انتصر فيها المسلمون على الروم .
- أثري رصيدي اللغوي :
الفلك الحاوي : الشامل .
وتد الأرض : مركزها
الأخلاط : الأصناف .
غور البدن : عمقه و داخله .
البحرانات : البحران هو التغير الذي يحدث للمريض دفعة في الأمراض الحادة .
- الحقل الدّلاليّ :
الكلمات الواردة في النص والتي تنتمي إلى مجال الفلك :
القمر ـ كوكب ـ الفلك ـ برج ـ جرم القمر ـ دورة القمر ـ
فلك عطارد ـ محدب كرة النار ـ المغرب ـ المشرق ـ
الفلك الحاوي ـ مركز الأرض .
- الحقل المعجميّ :
صرصرا : الصر صر رياح شديدة البرد والصوت .
منقعر : مقتلع من أصله .
حدباء : يريد بها النّعش .
المد والجزر هو عبارة عن ارتفاع و انخفاض دوري لكل مياه المحيطات بما في ذلك مياه البحار المفتوحة و الخلجان . و ينتج المدّ و الجزر بتأثير من جاذبية كل من القمر .
- في الفقرة الأولى تحدث الكاتب عن عالم القمر . اذكر النواحي التي تناولها .
- لدورة القمر وحركته أهمية في التقاويم و ضبطها , بين حاجة المسلمين إلى ذلك .
- علام يدل بناء المراصد و اختراع الاصطرلاب بأنواعه المختلفة و ما هي استخداماتها ؟
- لم يقتصر تأثير القمر وفعله على حركة البحر من مد وجزر وفعله في سائر الكائنات الأرضية بل امتد تأثيره إلى الإنسان والحيوان . استخرج من النص نواحي التأثير .
- النواحي التي تناولها الكاتب في الفقرة الأولى هي : مكان القمر الطبيعي ، و لونه ، و مسيرته ، و حجمه ، و دورته و حركته ، و علاقته بالشمس ، فهو كوكب في الفلك الأسفل لونه يدنو من السواد ، له ليلتان و ثلث الليلة في كل برج ، يقطع جميع الفلك في شهر وهو أسرع الكواكب و أصغرها .
- حاجة المسلمين هي : متابعة دورة القمر لضبط التقويم الهجري ، فالكثير من العبادات و المناسبات مرتبطة به ، فالدورة الشمسية عدد أيامها 365 يوما وربع أما الدورة القمرية فهي أقل منها بعشرة أيام و ثلث ، أي 355 يوما وثلث و من أهمية التقويم القمري: الصوم ، لقوله - صلى عليه وسلّم - " صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته " و كذلك للحجّ .
- الاصطرلاب هو جهاز لتحديد اتجاه ريا السماء بواسطة رصد الكواكب وحساب زواياها . و هو مكوّن من قاعدة اسطوانية مع لوح دائري يدور حول محوره . بواسطة الاصطرلاب ، يحدّد اتجاه القبلة من كل مكان في العالم .
- لم يقتصر تأثير القمر و فعله على حركة البحر من وجزر ، بل امتد إلى الإنسان و الحيوان فقد زعموا أن من يمرض في بداية الشهر يكون بدنه أقوى على دفع المرض أما الذين يمرضون في آخر الشهر فالعكس .
- لا شك أن النص حافل بالمعلومات , ولكنه ضعيف القيمة العلمية لأنه لا يرضي العقل المفكر في كثير من نواحيه . في حال دعمك أو نقضك لهذا الحكم النقدي قدم أدلة وبراهين وأمثلة .
- يعالج الكاتب الخرافات معالجة ساذجة , لا يعمل فيها النظر الثاقب و لا يلجأ إلى الشك في الروايات ولا يتبع أسلوب التحقيق لأنه رجل جمع، تهمه المعلومات أكثر مما يهمه النظر في حقيقة تلك المعلومات .استنتج من هذا المقتطف بعض الأحكام , و أوجد ما يسندها من النص .
- سبب ضعف القيمة العلمية هو : عدم الاقتناع بالمعلومات العلمية الواردة فيه و إلى عدم التأكد من صحتها بدليل كلمة ( زعموا ) ، كقوله : أن للقمر سطحين متوازيين، السطح الأعلى و الأدنى محدب في حين تقول الاكتشافات الحديثة، أنّ للقمر جانبين أحد هما مظلم لا يرى من الأرض - وهو الجانب البعيد و الآخر و هو الجانب القريب الذي يراه البشر الذي تنزل عليه المركبات الفضائية .
- نستنتج من هذا المقتطف أن : الكاتب لا يفرق بين الحقائق العلمية والخرافات و لا يتبع الأسلوب العلمي الذي ينطلق من الشك ثم يشرع في التحقيق و يسند هذا قوله : و دورة القمر أربع مائة و اثنان و خمسون ميلا بالتقريب.." .
- ما الدلالة الفكرية لكلمة " زعموا " الواردة في النص ؟
- ما نوع اللغة التي اعتمدها الكاتب لإيصال معلوماته ؟ هات أمثلة من النص .
- بم تفسر قلة الأساليب الإنشائية في هذا النص ؟و هل يعد ذلك دليلا على نمطه ؟ وضح .
- اعتمد الكاتب على النقل " المرويات " ولم يعتمد التجربة كمصدر من مصادر المعرفة . هل كان ذلك قصورا أو تقصيرا ؟ لماذا ؟
- الدلالة الفكرية لكلمة " زعموا " هي : الظن أي عدم القطع والفصل واليقين .
- لقد اعتمد الكاتب على الأسلوب : العلمي الخالي من العاطفة و الخيال فكانت لغته علمية و من خصائصها : توظيف المصطلحات العلمية الفلكية مثل : القمر ، الشمس ، الجرم.... الخ .الأرقام : أربعة عشر - ثلاثة - ثلاثين .
- قلتْ الأساليب الإنشائية في النص , لأن طبيعة النص علمية , تتطلب الأساليب الخبريّة ، فالكاتب في مقام الشّرح و تقرير الحقائق لذا فإنّ نمطه تفسيريّ .
- اعتمد الكاتب على : النقل و ذلك قصور منه لأنّه عاش في عصر جمدت فيه القرائح و اختلط فيه الفلك بالتّنجيم .
- استخرج من النص التضاد ( الطباق ) ثم اذكر وظيفته .
- ما دلالة الأفعال الآتية : ( ابتداء , يزال , يصير ) في ترابط معاني النص .
- استخلص خصائص النص العلمية مع التمثيل .
- بين مدى التسلسل في عرض أفكار النص , و المعيار الذي اعتمده الكاتب في ترتيب الفقرات .
- يبدو من خلال النص أن أسلوب الكاتب شديد الوضوح رغم كثافة المعلومات والاستشهاد , ما السر في ذلك ؟
- التّضاد : ( الأعلى #الأدنى ) , ( المغرب # المشرق ) , ( شامل # غير شامل ) .( المد# الجزر ) , ( أقوى # أضعف ) ، ( السخونة # البرد )وظيفته : توضيح المعنى .
- تدل هذه الأفعال : ( ابتداء , يزال , يصير ) على مسار القمر من مولده إلى غاية استقراره كما تدل على الانطلاق و الاستمرارية و التحول من حال إلى حال .
- سهولة اللغة و وضوح الأفكار , عدم توظيف الصور البيانية , خلو النص من العاطفة . توظيف المصطلحات العلمية و الأرقام .
- أفكار النص : متسلسلة حيث بدأ الكاتب بوصف القمر , و قبوله النور من الشمس ثم تحدث عن دورانه و مدة بقائه في الفلك و حجمه بالنسبة للأرض و موقعه , ثم تحدث عن تأثيراته . معتمدا على معيار المقدمة و العرض و الخاتمة .
- أسلوب الكاتب شديد الوضوح رغم كثافة المعلومات و الاستشهاد و السر في ذلك هو طبيعة الموضوع العلمية التي تتطلب اللغة السهلة الواضحة المفهومة .
- قال أحد الدارسين : لا شك أن عمل القزويني شريف الغاية , حافل بالمعلومات , و لكنه ضعيف القيمة العلمية , لا يرضي العقل المفكر في كثير من نواحيه . ما سبب ذلك ؟
- حدد مميزات أسلوب القزويني من خلال النص .
- لأنه جمع في نصه هذا ما توصل إليه من معلومات حول كوكب القمر , من حيث شكله و لونه و حركته و موقعه من الفلك و تأثيراته على الكائنات و يبالغ في نقل المرويات إلى حد الخرافة .
- أسلوب القزويني : شديد الوضوح متسلسل رغم الإطالة و التفصيل والاستشهادات و هو لا يكاد يميّز بين الحقيقة و الخرافة لأنه كان يتبع خطة الجمع .