النص الأدبي الأول :هنا وهناك لرشيد سليم الخوري
النّص :
جودوا على صاحب المليون وارتدعوا **** عن عذله، فأشد الفاقة الطــــــــــــمع
وأسعفوه بما أيمانكم ملكــــــــــــــــت *** ثم احمدوا الله لا مال و لا جشـــــــع
والقفر يزهر في صحرائـــــــــــه أمل **** خير من المال في جناتـــــــــه الفزع
جوع النفوس هو الجوع الذي عجزت **** عن سده هذه الدنيا و ما تســــــــــــع
أين القلوب التي تروي الأكــــف ندى **** مات الذين على الإحسان قد طبــعوا
قد أصبح الجود كالإعلان مبــــــتذلا **** حتى الفضائل في هذا الورى سلــــع
دع البخيل إذا ما كنت ذا شــــــــــمم **** فإنّ من ليس يعنيــــــــــــه امرؤ يدع
و راقب الله في تذمام متضــــــــــــع **** يخشى الغرور إذا أهل الندى ارتفعوا
قالوا النوائب للأضداد جامـــــــــــعة **** حلت بهم نوب الدنيا و ما اجتمــــعوا
قوم إذا قعدوا في منصب شمـــــــــخوا **** ناسين كم قرعوا بابا و كم ركــــــعوا
إذا تولوا على أحبابهم ضربــــــــــــوا **** فإنّ تجلّت لهم أربابــــــــــهم ضرعوا
إن كرموا العجم ولوهم ظــــــــهورهم **** و ملّكوهم رقابا حقـــــــــــــــها النطع
يرنو الإباء إليهم، دمـــــــــــــــعه برك **** أنفاسه لهــــــــــــب، أحشاؤه قطــــع
يا أهل أمريكة باالله مكرمــــــــــــــــــة **** كلّ المكارم في سلطانـــــــــــــــها تبع
لا ترسلوا الخبز، ليس الخبز ممتنـــــعا **** بل أرسلوا العز، إن العز ممتــــــــنع
أتعرف على صاحـــب الـنــــص :
|
تقديم النص :
طبائع البشر متباينة, ومفاهيمهم حول القيم والأخلاق متضاربة, و مبادئهم مبنية على ما يعتقدون صحته. و لعلّ أقرب من تهتز نفسه وتتحرك مشاعره لرذيلة أو فضيلة هو الشاعر,فممّ يا ترى اشمأز في هذا النص ؟
أثـــــــري رصيـــــدي اللغـــــوي :
- الفاقة : الحاجة ، الفقر، العوز .
- القمع : القهر .
- الندى : الفضل و كرم النفس .
- شمم : رفعة .
- النطع : فراش من الجلد يفرش تحت المحكوم عليه بالعذاب أو بقطع الرأس .
في الحقل المعجمي :
- ما الفرق بين ضرعوا وركعوا ؟ أجب مستعينا بالقاموس .
- ضرعوا : أي خضعوا وذلّوا واستكانوا, بينما ركعوا انحطت حالهم, وخفضوا رؤوسهم و انحنوا .
في الحقل الدلالي :
- اعتمد قاموسا لغويا تنوعت دلالته نحو " الجوع, الفاقة, سدّه " التي تدل على الفقر مثلا, صنّف مجالين دلاليين آخرين .
مجال الرّذائل : الطمع - الجشع - الغرور .
مجال الفضائل : جودوا - الإحسان - النّدى .
- ما القضية التي أثارت انتباه الشاعر في هذا النص ؟
- كيف نظر إلى صاحب المليون ؟
- وضّح رؤيته إلى البخيل ذاكرا البيت الدّال على ذلك..
- حدّد الصفات أو المواقف التي أشاد بها الشاعر, ماذا تمثّل بالنسبة إليه ؟
- القضية التي أثارت انتباه الشاعر هي مسألة الأخلاق في المجتمع .
- صاحب المليون في نظرة احتقار وازدراء لأنّه يتصف بالطمع والجشع, ويسعى إلى جمع المال على حساب آمال الضعفاء وطموحاتهم .
- يرى أنّه يتخذ من الجود سلعة لتحقيق أطماعه, فهو صاحب نفس دنية, يجب أن تترفع عنها النّفوس الخيّرة, البيت الدّال على ذلك : 7 .
- أشاد الشّاعر بالإحسان والكرم و التّعاون و التّواضع, وتمثّل بالنسبة إليه مكارم الأخلاق , والفضائل النبيلة التي يجب أن تسود المجتمع .
- قال الشاعر " لا ترسلوا الخبز...بل أرسلوا العزّ " بيّن من خلال هذه المقولة رأي الشّاعر في المجتمع غير العربي .
- لاحظ الشّاعر في مجتمع المهجر تصرفات و سلوكات منبوذة, ما هي ؟ هل توافقه الرأي ؟ علّل .
- جسّد الشّاعر بعض مبادئ الرابطة القلمية. وضّح في ضوء مثالين من النص .
- تأمّل البيت التاسع, بيّن مدى صحة ما تضمّنه من حكمة ( في صدر البيت ) و رأي الشاعر ( في عجزه ) .
- يرى الشّاعر أنّ المجتمع الغربي مجتمع مادي, لا يعير اهتماما للمبادئ والقيم الإنسانية .
- من التصرفات و السلوكات المنبوذة التي لاحظها الشاعر في مجتمع المهجر, جشع الأغنياء, واتخاذ الجود وسيلة لتحقيق الأطماع, وبخل النّفوس وشحّها, وغياب المبادئ الإنسانية .
- من مبادئ الرابطة القلمية توظيف الطبيعة في التعبير عن الأفكار وهذا ما يتضح من خلال البيت الثالث، " و الفقر يزهر في صحرائه أمل...خير من المال في جناته الفزع " .
و كذلك النزعة الإنسانية حيث يدعو إلى نبذ البخل .
- تضمن البيت التاسع حكمة مفادها أنّ المصائب تجمع بين الناس, لكنّه يرى أنّ مجتمعه لا تنطبق عليه هذه الحكمة, فالمصائب التي توالت على بني جلدته لم تتمكن من جمعهم تحت راية واحدة,بل زادتهم فرقة و تشتتا .
- ما دلالة كلّ من " هنا " و " هناك " في النّص ؟
- ما علاقة الشّاعر بـ " هنا " و " هناك " ؟
- ما صلة الشّاعر بالمخاطب بـ " هنا " ؟ و ما صلته بالغائب في " هناك " ؟
- ما النمط الغالب على النّص ؟ علّل مع إبراز بعض خصائصه مستشهدا .
- هنا تدل على المجتمع غير العربي, أمّا هناك فتدلّ على المجتمع العربي .
- الشّاعر ابن بيئة عربية, عاش في المهجر واحتكّ بأهله .
- لقد عاش الشّاعر في مجتمع غربي, وأدرك العلاقات التي تجمع بين الناس فيه, من خلال معاشرتهم , أمّا صلته بالغائب في هناك فهي صلة انتماء .
- النمط الغالب على النص وصفي حواري حيث يوجه الشاعر خطابا مباشرا للناس مدافعا عن كرامة الإنسان. ورافضا للأخلاق السيئة التي استفحلت في المجتمع الغربي. و قد تخلله الأمري والحجاجي و يتضح ذلك في البيت 1، 15، 8 ،7 ، 2 لأن الشاعر بصدد الدعوة إلى التحلي بالنزعة الإنسانية وكل القيم الفاضلة .
- على من يعود ضمير المخاطب في النّص ؟
- هل تغير العائد عليه في ثنايا النص ؟ ما السبب ؟
- ما سبب انتقال الشّاعر من مخاطبين إلى مخاطب ؟
- كثرت التقابلات في هذه القصيدة كيف تجسّدت ؟ مثّل لذلك .
- يعود ضمير المخاطب في النص على أفراد المجتمع الغربي .
- تغير العائد عليه في النص إذ أصبح المخاطب الإنسان بصفة عامة, والسبب في ذلك رغبة الشّاعر في أن يتخلّى الإنسان عن الرذائل , و يتحلى بالفضائل .
- السبب في ذلك هو انتقاله من تصوير وانتقاد السلوكات المنبوذة إلى الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة .
- تجسّدت في المقابلة بين المواقف الإنسانية والتصرفات المنبوذة, و يتجلى ذلك في البيتين: 3 - 11 .
- ما هي المسائل الأخلاقية التي تناولها الشّاعر في النص ؟
- كيف صاغ الشّاعر تأملاته في الحياة ؟
- تناول الشاعر مسألة المبادئ والقيم الإنسانية في الحياة الاجتماعية , فانتقد جملة من الصفات المذمومة, وأشاد بمكارم الأخلاق .
- وقد صاغ أفكاره بلغة واقعية بسيطة خالية من التكلف و التعقيد .