النص التواصلي : الالتزام في الشعر العربي
النّص :
الأديب إنسان يعيش ضمن مجموعة من البشر يتبادل معهم التأثر والتأثير و يشاركهم الهموم والتطلعات، فهو لا يعيش في فراغ زماني أو مكاني، ولكنه يعيش ضمن مجتمع حي متحرك يهدف إلى التطور والتقدم نحو الأفضل، كما يهدف إلى معالجة قضاياه الاجتماعية التي تقف عائقا في طريق هذا التحرك المستمر والمتجدد، فهو "يتأثر بكل اهتزازات الذبذبة الإنس سلبا وإيجابا، ويتأثر بكل ألوان الطيف الحياتي التي َتْنسكب في وعاء وجوده كإنسان يمثل طبيعة الوجود، وهو كإنسان تاريخي يجب أن يرسم الطريق للأجيال الحاضرة والقادمة عبر أدبه الإنساني الثر ".
إذا كان الأدب تعبيرا عن الحياة وكشفا لها وتأثرا وتأثيرا بواقعها المتغير والمضطرب، فإن الأديب في هذه الحالة إنسان دائم الانفعال والتوتر، وكثير المراجعة والتدقيق والتحقق. يحاول باستمرار أن يتجدد ويستكشف ويتطور وصولا إلى الواقع الأفضل والرؤية الصحيحة التي تحدد العلائق والأحداث.ولذلك وجب على الأديب في رأي بعض المذاهب الأدبية أن يفتش عن الحلول الجذرية لكل القضايا والمشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الإنسان.
إن للأدب وظيفة عظيمة وفعالة، يجب عليها أن تساهم في عملية التغيير التي يسعى إليها الإنسان المعاصر، كما يجب عليها أن تلتزم التزاما أمينا بكل المشكلات والقضايا التي يعاني منها، و تحاول أن تجد لها الحلول الفاعلة والمؤثرة التي تستطيع أن تسهم في القضاء على كل مظاهر البؤس و التخلف والقهر، و ترسم الطريق الصحيح والمعالم الواضحة لمسيرة الإنسانية نحو عدالة شاملة، و نحو تطور أعم وحرية حقيقية، وهذا الالتزام ليس بالضرورة التزاما بخط معين، و ليس مفروضا لا يحيد عنه الأديب قيد أنملة، بل يجب أن يكون هذا الالتزام في إطار الحرية المسؤولة التي تجعل الكرامة الإنسانية هدفها الأول وتستخلص من الرؤى الجديدة والتجارب الواقعية الكثيرة مسارها الجديد ونظرتها المستقبلية. فالأدب لم يعد ذلك الّترف الفكري الذي يغّني آلام الذات وأفراحها، و يسترجع الذكريات و المواقف بوحي منها، بل تحول إلى عامل مهم في بناء الحياة وبناء الإنسان .
و لقد أدرك الشاعر العربي المعاصر أهمية المسؤولية التي تقع على عاتق هفي هذا الإطار، شعورا منه بخطورة المرحلة والظروف التي يمر بها العالم لعربي التي لا تختلف عن غيرها عند أكثر الشعوب التي تعاني وطأة الاستعمار و التخلف في شتى ميادين الحياة، فعالمنا العربي، بعد الحرب العالمية الثانية استفاق على واقعه المهين الذي أنهكته الأحداث السياسية والخلافات المحلية والمعارك الجانبية، فضلا عن كثير من المعوقات المؤثرة التي حاولت أن تقهر فيه عزيمة التطلع والتغير نحو الأفضل، وحاول أن يشد من أزره، و يتخلص من سيطرة المستعمر واحتكاراته، ويفرض إرادته الخاصة به على أرضه،فاستطاع بفضل الكفاح المرير وبفضل الوعي الوطني والقومي أن يتخلص من لواقع السياسي المفروض عليه، وأن يلتفت بعد ذلك نحو الواقع الاجتماعي من أجل أن يستكمل عملية التغيير وعملية البناء القائمة على العدالة والحرية و المساواة فيه .
التعريف بصاحب النص :
د . مفيد محمد قميحة هو أستاذ الأدب العربي بالجامعة اللبنانية له العديد من الكتب .
- ماهي الصفات التي تميّز الأديب عن غيره ؟ و ما هي طموحاته ؟
- فما وظيفة الأدب الملتزم بالإنسان ؟
- ما الواقع الذي استيقظ عليه العرب بعد الحرب العالمية الثانية ؟
- يتميز الأديب عن غيره بكونه محقّق و أولى بتحسّس مشاكل العصر و البيئة و بكونه مرهف الحسّ أكثر تأثيرا في الناس ، يطمح دائما لرسم الغد الأفضل للأجيال القادمة .
- الالتزام في الأدب هو أن يلتزم الأديب بقضايا أمته السياسية و الاجتماعية ، فيشخّص مشاكلها و يحاول إيجاد الحلول المناسبة لها .
- الواقع الذي طرأ على الشعوب العربية بعد الحرب العالمية الثانية هو اضطراب السياسية و انحطاط الاقتصاد و تخلف المجتمع ، فلقد استفاق على الدمار و الخراب و النزاعات المحلية و الحروب الأهلية والفقر و الجهل و الأمية و الأمراض و الأوبئة ، فكان لزاما على الأديب أن يتخذ أدبه وسيلة لإعادة البناء .
- ما دور الالتزام في الأدب ؟
- هل يقيد الالتزام في الأدب عملية الإبداع أم يطلقها ؟
- ما المذاهب الأدبية التي تلزم الأديب بإيجاد الحلول الجذرية للمشكلات الاجتماعية ؟
- يساهم في إصلاح المجتمع وتغييره بنشر التوعية .
- بالعكس الالتزام لا يقيد عملية الإبداع لأن إيجاد الحلول هو في ذاته إبداع.
- من المذاهب التي تلزم الأديب المذهب الواقعي وخاصة الواقعية الاشتراكية التي يعتقد أصحابها أن الأدب يجب أن يكون في خدمة الطبقة الكادحة ( البروليتاريا ) بمصطلح الشيوعيين .
- عرّف الالتزام على ضوء ما فهمته من النص .
- أنه الموقف الصلب الذي يقفه الأديب إزاء ما يجري حوله ، بحيث يدرك مسؤوليته اتجاه قضايا أمته إدراكا تاما و يشارك معارك نضالها .