iMadrassa

النص الأدبي الأول :أغنيات للألم لنازك الملائكة

النص :

مهدي ليالينا الأسى والحرقْ

ساقي مآقينا كؤوس الأرقْ

نحن وجدناه على دربنا

ذات صباح مطير

 ونحن أعطيناه من حبنا

 ربتة إشفاق وركنا صغير

 ينبض في قلبنا

 * * *

فلم يعد يتركنا أو يغيب

 عن دربنا مره

يتبعنا ملء الوجود الرحيب

 يا ليتنا لم نسقه قطره

ذاك الصباح الكئيب

 من أين يأتينا الألم ؟

من أين يأتينا ؟

آخى رؤانا من قدم

 ورعى قوافينا

إنّا له عطش وفم

 يحيا ويسقينا

أليس في إمكاننا أن نغلب الألم

 نرجئه إلى صباح قادم ؟ أو أمسيه

 نشغله ، نقنعه بلعبة ، بأغنيه

 بقصة قديمة منسية النّغم ؟

ومن عساه أن يكون ذلك الألم ؟

 طفل صغير ناعم مستفهم العيون

 تُسكته تهويدةٌ وربتةٌ حنون

 وإن تبسمنا وغنّينا له ينم

يا طفلنا الصغي سامحنا يدا وفم

 تحفر في عيوننا معابرا للأدمع

و تستثير جرحنا في موضع وموضعِ

 إنّا غفرنا الذنب والإيذاء من قدم

 كيف ننسى الألم

 كيف ننساه ؟

من يضيء لنا ليل ذكراه ؟

 

أتعرف بصاحـــــب الـنــــص :

  • نازك الملائكة ( 1923 - 2007 ) شاعرة و ناقدة عراقية رائدة الشعر الحديث من مؤلفاتها : عاشقة الليل ، شظايا ورماد‍ ، قرار الموجة ، شجرة القمر ، مأساة الحياة، أغنية الإنسان...الخ 
I اكتشــــاف معطيــــات النـــص :

 

  1. بلسان من تتحدّث الشاعرة ؟ و ما القضية التي شغلتها ؟
  2. من تحمّل الشّاعرة أسباب هذه الحالة النفسيّة ؟ أهي الإرادة الحرّة أم الحتميّة القاهرة ؟
  3. ما دلالة الاستفهام في : من أين يأتينا الألم ـ كيف ننسى الألم ؟
  4. استخرج من النّص المعجم الدلالي  على لمعاناة . 
  1. تتحدث الشّاعرة بلسان العرب باستعمال ضمير جماعة المتكلّمين ، لتعبّر عن تجربة الضّياع و التّمزق النّفسي و الاضطراب الدّاخلي و التّهميش المقلق  بسبب تردّي القيّم الإنسانيّة و انحطاط المجتمع العربيّ .
  2.  ترى نازك أن هذه الحالة قد فرضتها الحتميّة القاهرة و دليل ذلك قولها : نحن و جدناه في دربنا... ونحن أعطيناه من حبنا... يا ليتنا لم نسقه قطره ، فهي تتناول ظاهرة الألم من منطلق أن الواقع عالم مليء بالأحزان و الآلام  فهي من ناحية تريد التّخلص منه و من ناحية أخرى تريد  أن يلازمها .                          
  3. الاستفهام يوحي بالمعاناة و الألم و الحيرة و الإنكار .
  4. الألفاظ الدّالة على المعاناة : الأسى - الحرق - الكآبة - الألم  - الأرق  - الدمع  - جراحنا .
II مناقشة معطيات النّص :

 

  1. علل سبب تكرار مفردة " الألم " مبيّنا علاقته بالحالة النفسية و بموقفها .
  2. اشرح الصّور البيانية التّالية و بيّن موطن جمالها : " مهدي ليالينا الأسى ساقي مآقينا كؤوس الأرق " ، " ذاك الصّباح الكئيب " ، " الألم ...... طفل صغير" 

 

  1.  تكرار لفظة"  الألم  "يدلّ على معاناة الشاعرة ،فهي تعكس خيبة أمل الشّاعرة  وحزنها العميق ، كما تدلّ على موقفها الرّافض للقيود و التضييق المفروضة على الإنسان  العربيّ .
  2. شخّصت الشّاعرة الألم و جعلته يُهديها للّيالي الحزن و الأسى، أمّا الصّباح فلقد فقد  نوره و غدا كئيبا، و الألم في الضمير العربيّ طفل صغير ربيناه بعناية و منحناه من حبّنا و عطفنا و تعلّقنا به. و لقد نجحت الشّاعرة في تجسيد الألم و في تبيان مدى ملازمته للإنسان العربيّ .
III تحديد بناء النص :

 

  1. ما النمط الذي وظفته الشاعرة في بداية القصيدة ؟ ما هي مؤشراته   .
  2. وظّفت الشّاعرة أنماطا أخرى .استخرجها مبيّنا سبب هذا المزج .
  1. وظفت الشّاعرة النّمط السرديّ  و من مؤشراته:الأفعال الماضية ( وجدنه ، أعطيناه ، رعى ) الأفعال المضارعة الدّالة على الاستمرارية ( نرجئه ، تسكته ) الإطار الزّماني ( صباح ، أمسية ) الإطار المكاني ( دربنا ، معابر ، موضع ) أفعال الحركة ( ينبض ، يتبعنا ، تحفر ) .
  2. من الأنماط الأخرى : النمط الوصفي لوصف الحالة الشعورية  فهو وصف داخليّ .
IV أتفــحــص الاتســــاق والانسجــام :

 

  1. ما الخيط الشّعوريّ الذي يربط بين كل أجزاء القصيدة ؟ 
  2. ما هي القرائن اللّغوية التي تحقّق بها الاتّساق و الانسجام في النّصّ ؟
  1. الخيط الشّعوريّ الذي ربط أجزاء القصيدة هو  الإحساس بالمعاناة و الألم .
  2.  من القرائن اللغوية التي تحقق بها الاتّساق و الانسجام في النص: التّكرار ( الألم ، الصباح ، ننسى ) . حروف الجرّ(على - من - في - عن - اللام ) حروف العطف ( الواو - الفاء - أو ) الإحالة القبلية بالضمائر ، الوحدة الموضوعية و العضويّة .

قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.