النص الأدبي الثاني : الطفل لصلاح عبد الصبور
طفل
قولي... أماتْ
جسِّيه... جسّي وجنتيه
هذا البريق
ما زال ومضٌ منه يفرش مقلتيه
هذي أصابعه النحيلهْ
هذي جدائله الطويلهْ
أنفاسه المتردّداتُ بصدره الوردي كالنّغم الأخير
من عازف وفد النعاس عليه في الليل الأخير
وتلك جبهته النبيله
بيضاء يلمع فوق موجتها الزبد
قولي... (أمات)
وأنا غدوت بلا أحد
وسألتني... ما الوقت، هل دلف المساء؟
- أتذهبين؟
ولِمَ نُطيلُ عذابَهُ حتى الصباح
لن يُرجعَ الصبح الحياة إليه،
ما جدوى الصباح؟
وَمَضَ الشعاعُ بعينه الهدباء ومضته الأخيرة
ثم احترق
ورأيت شيئاً من تراب الوجنتين
ربّاه: فوق الصدر، فوق الساعدين
والعازف المغلوب نام، ومات ( في الصمت الكبير)
نغمٌ أخير
وسألت... مات؟ أجل سأبكيه،
سنبكيه معاً
ووجمت، لا الجفن اختلج
ونهضتِ، ثم فتحت هذا الباب في صمت ملول
ونظرت خلف الباب تلتمسين سلَّمَة النزول
ووقفت، ثم رجعت في عينيك شيء من وهج
كي تلمسيه
وتغمضي عينيه أو تتأمّليه
لا تلمسيه!
هذا الصبي ابن السنين الداميات العاريات من الفرح
هو فرحتي،
لا تلمسيه!
أسكنته صدري فنام
وسّدته قلبي الكسير
وسقيتُ مدفنَه دمي
وجعلتُ حائطه الضلوع
وأنرت من هُدْبي الشموعْ
ليزوره عمري الظمي...
البناء الفكري:
- إلام يرمز الطفل في النّصّ؟ لماذا ؟
- علام يدلّ استخدام مفردة "صبيّ" ؟
- هات من النصّ ثلاثة ألفاظ تنتمي إلى حقل المعاناة؟
- ما نوع القصيدة ؟
- يرمز الطّفل إلى الحبّ الذي يحتضر بين الشاعر ومحبوبته، و لقد اختار الشّاعر بأن يرمز لحبّه بالطفل لما يميّزهما من براءة و عفوية و منشأهما كلاهما بين الرّجل و المرأة.
- يدلّ استخدام مفردة "صبي" على أن هذا الحبّ لم ينشأ بين ليلة وضحاها بل يمتد إلى فترة زمنيّة، فهو ابن السنين الدّاميات العاريات من الفرح.
- من الألفاظ المنتميّة إلى حقل المعاناة : عذابه – الداميات – الكسير.
- القصيدة من الشعر الوجداني الرّمزيّ.
البناء اللغويّ:
- أعرب ما تحته خطّ في النّصّ.
- ما محل إعراب الجملة الواردة بين قوسين؟
- ما المعاني المستفادة من الحرفين الملوّنين في النص.
- ما الصّورة البيانية التي تكررت في النصّ؟ لماذا؟
- ما النّمط السّائد في النّصّ؟ علل بذكر مؤشّراته.
- الإعراب : قولي: فعل أمر مبني على حذف حرف النّون و الياء ضمير متّصل مبني في محلّ رفع فاعل.
البريق: بدل مرفوع و علامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره.
2. محل إعراب الجملة الواردة بين قوسين:
- ) أ مات ) جملة مقول القول في محلّ نصب مفعول به.
- ( في الصمت الكبير) شبه جملة في محلّ نصب حال.
3. المعاني المستفادة من الحرفين الملوّنين في النص: في: حرف جرّ يفيد الظرفيّة الزمانية / ثمّ: حرف عطف يفيد الترتيب و التّراخي.
4. الصّورة البيانية التي تكررت في النصّ هي الاستعارة لأنّ الشّاعر شخّص الحبّ و جعله طفلا يحتضر .
5. النّمط السّائد في النّصّ وصفي ، من مؤشّراته: النّعوت: النحيلة - الطّويلة - الدّاميات..
الإضافات: فوق موجتها - دلف المساء.
التعبير المجازي: كالنغم الأخير - السّنين الدّاميات.