iMadrassa

العالم الثالت بين تراجع الإستعمار التقليدي و إستمرارية حركات التحرر

الإشكاليــة:

بعد انتهاء الحرب العالمة الثانية صدمت الشعوب المستعمرة بالوعود الكاذبة التي قطعها المستعمر فعرفت نشاطا تحرريا باستثمار تجاربها العسكرية والسياسية بهدف استرجاع السيادة بأساليب متعددة.

  • فما هو مفهوم الحركة التحررية؟
  • وما هي أساليب وخصائص التحرر في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية؟ 
I مفهوم الحركة التحررية :

هو نضال سياسي أو مسلح ضد كل أشكال الاستعمار، أو ضد الأنظمة العميلة للاستعمار متخذا كل أشكال الرفض والمقاومة، قامت به الشعوب المستعمرة كرد فعل على الاستعمار، ظهرت الحركات التحررية بعد الحرب العالمية II على شكل نضال سياسي وبعد الحرب العالمية II اتخذت أسلوب الكفاح المسلح.

II أساليب وخصائص التحرر في آسيان إفريقيا وأمريكا اللاتينية :
1 في آسيا :
أ في الهند – الصينية :

أصبحت الهند – الصينية (الفيتنام – لاووس - كمبوديا) مستعمرة فرنسية منذ 1858 وتأسس الحزب الشيوعي الفيتنامي في 1930 بقيادة "هوشي منه " ← أنظر الشخصيات.

الذي طالب باستقلال بلاده وأثناء الحرب العالمية II سيطرت اليابان على الفيتنام وأخضعتها كليا في 25 جويلية 1941 حاملة شعار "آسيا للآسيويين" وعلى إثر هذا الاحتلال الياباني تشكلت "الفيت منه" (جبهة استقلال الفيتنام في 1941 جمعت كل الأحزاب والتيارات السياسية بزعامة "هوشي منه" وبدأت بشن حرب العصابات ضد الاستعمار الياباني، ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية حركت "الفيت منه" بسبب العدو والمشترك (اليابان).

بعد استسلام اليابان ونهاية الحرب العالمية II انعقد مؤتمر بوتسدام (17 جويلية – 02 أوت 1945) الذي قرر تسليم المنطقة إلى بريطانيا والصين (قوات صينية في الشمال إقليم تونكين) وقوات بريطانية في الجنوب (اقليم الكوشين شين) على أن تخرج القوات الفرنسية، لكن فرنسا وبمجرد بداية الانسحاب الياباني بدأت تستعد للسيطرة من جديد على الفيتنام وبالتحديد في الجنوب بعد الاتفاق مع بريطانيا عن الانسحاب وأرسلت 50 ألف جندي وشكلت جمهورية مستقلة ذاتيا في الجنوب (إقليم الكوشين شين).

منحت فرنسا الاستقلال الذاتي "لكمبوديا" وإقليم "تونكين" وتمسكن بمقاطعة " الكوشين شين" وبالمقابل تمسك "هوشي منه" على قيام فيتنام موحدة تتمتع باستقلال التام لذلك اندلعت الثورة الفيتنامية في 19 ديسمبر 1946 التي اتبعت أسلوب حرب العصابات وكانت بداية لحرب طويلة (08 سنوات).

نصبت فرنسا الإمبراطور "ياوادي" كحاكم على الفيتنام الجنوبي (الكوشين شبن في 1948) كما منحت الاستقلال التام لـ "لاووس" 1949 و "كمبوديا" 1953.

ويجدر الذكر أن الاتحاد السوفياتي والصين اعترفا بحكومة "هوشي منه" في الشمال وأن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اعترفتا بحكومة "ياوادي" العميلة في الجنوب وهذا نظرا للاختلاف الأيديولوجي في إطار الحرب الباردة، ورغم دعم وتأييد الولايات المتحدة الأمريكية لفرنسا ماديا وعسكريا إلا أن هذه الأخيرة قد تلقت هزيمة كبيرة أمام الفيتنام في معركة "ديان بيان فو" من 13 مارس – 7 ماي 1954 بقيادة الجنرال الفيتنامي "جياب" وبهذا تقلص نفوذ فرنسا في الفيتنام بعد أن فقدت 92 ألف جندي و07 ملايين دولار واضطرت إلى التفاوض.

عقدت فرنسا مؤتمر "جنيف" 20 جويلية 1954 لحل القضية الفيتنامية بحضور كل من الفيتنام الشمالي والجنوبي – الاتحاد السوفياتي – الولايات المتحدة الأمريكية – فرنسا – بريطانيا – الصين – لاووس- كمبوديا وخرج المؤتمر بقرارات : تقسيم الفيتنام إلى دولتين مستقلتين تفصل بينهما دائرة عرض 17°، فيتنام شمالية شيوعية بقيادة "هوشي منه" وفيتنام جنوبية رأسمالية بقيادة "نغوذين ديم" مع إيقاف القتال وانسحاب القوات الفرنسية بضمانات أمريكية والتأكيد على استقلال "لاووس" و" كمبوديا" على أن ينظم استفتاء حول وحدة البلاد (توجد الفيتنام) تحت إشراف الأمم المتحدة في مدة لا تتجاوز سنتين (لم ينظم أبدا).

في جويلية 1954 اعترفت حكومة "منداس فرانس" باستقلال الفيتنام وتجدر الإشارة أن الولايات المتحدة الأمريكية لم توقع على قرارات مؤتمر "جنيف" تمهيدا لتطبيق سياسة ملء الفراغ (أنظر مصطلحات الوحدة الأولى) فلم تترك الفيتام يتوحد وحفاظا على المنظمة من المد الشيوعي (الحرب الباردة) فبدأ التوسع الأمريكي في المنطقة بداية من سنة 1955 بطريقة غير مباشرة وهذا بتقديم المساعدات العسكرية والمادية، وبحلول سنة 1964 بدأ التدخل المباشر للولايات المتحدة  الأمريكية التي اعتمدت الحرب الشاملة والعمليات الحربية وارتفع عدد جنودها إلى أكثر من 184.000 وكان التركيز أكيد على الفيتنام الشمالية (لأنها شيوعية) وبحلول سنة 1973م، وبالنظر إلى الخسائر البشرية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية طلب الرئيس الأمريكي "نيكسون" توقيف العمليات العسكرية ووقف إطلاق النار في الشمال وتوقيع الطرفين (الفيتنام الشمالي والولايات المتحدة الأمريكية) هدنة في باريس في جانفي 1973 لكن هذه الاتفاقية نقضت من طرف الفيتنام الجنوبي الذي هاجم الشمال وبالتالي مهاجمة الشمال للجنوب ودخلت القوات إلى العاصمة (سايغون في الجنوب) في 1975.

ب في الهند :

تعتبر الهند لؤلؤة المستعمرات في التاج البريطاني ويعود تواجد بريطانيا في الهند إلى القرن الثامن عشر (1757م) وألحقت رسميا في 1858، بدأ النشاط الحزبي الهند وتأسس حزب المؤتمر الوطني الهندي سنة 1885 الذي مثل الهندوس، وبرزت شخصية " المهاتما غاندي" كزعيم قومي وروحي وشخصية "جواهر لال نهرو" ← أنظر الشخصيات اللذين كانا من أبرز قادة الحزب سعت "غاندي" إلى مقاومة الاحتلال البريطاني بوسائل خاصة به تمثلت في "سياسة اللاعنف" أو المقاومة السلمية ابتداءا من سنة 1920 التي قامت على العصيان المدني (أنظر المصطلحات)وعدم الامتثال للأوامر البريطانية ومقاطعة سلعها وتنظيم المظاهرات والمسيرات الشعبية بالإضافة إلى الاضراب عن الطعام واستطاع "غاندي" بهذه السياسة أن ينجح في جمع الأحزاب الهندية تحت لوائه ويحقق بهاش غطا سياسيا كبيرا على بريطانيا خاصة بعد ناية الحرب العالمية II حيث ظهرت هيئة الأمم المتحدة (مبدأ تقرير المصير) وخروج بريطانيا منهكة ماديا واقتصاديا من الحرب توج النضال السياسي لـ "غاندي " باستقلال الهند في 15 أوت 1947 وتقسيمها إلى دولة للهندوس عاصمتها "دلهي الجديدة - نيودلهي".برئاسة "جواهر لال نهرو" ودولة للمسلمين في باكستان عاصمتها "إسلام آباد" برئاسة "محمد علي جناح" ← (أنظر الشخصيات).

2 في إفريقيا :
أ مصر :

خضعت مصر للاستعمار البريطاني في سنة 1882 (الحماية) وقد واجه الشعب المصري الاستعمار  بكل الأساليب ونشطت الحركة الوطنية التي تمثلت خاصة في الحزب الوطني 1907 بزعامة "مصطفى كامل" الذي رفع شعار "مصر للمصريين" وحزب الوفد 1918 بزعامة "سعد  زغلول" الملقب بـ " أبو الوطن" الذي أجبر بريطانيا على الاعتراف بمصر الملكية ومنحها دستور وبالرغم من توقيع بريطانيا معاهدة الاستقلال وإلغاء الانتداب سنة 1936 لكن الاحتلال استمر خاصة وأن البلاد يقودها "الملك فاروق" الذي تولى الحكم بالوصاية وهو في سن 16 سنة والذي عمل على تعطيل البرلمان، وإلغاء الدستور بالتعاون مع بريطانيا وعدم إدخال مصر إلى هيئة الأمم المتحدة وخلق صراع بين الأحزاب مما اضعف نضالهم وأعطى للملك فاروق حرية المناورة وإلغاء حكومة "مصطفى النحاس" الوطنية، وهو أحد أسباب قيام الثورة المصرية 1952.

اندلعت الثورة المصرية في 23 جويلية 1952 بقيادة جماعة الضباط الأحرار (أنظر المصطلحات) وعلى رأسهم جمال عبد الناصر (أنظر شخصيات الوحدة الأولى) التي قامت بانقلاب ضد الملك "فاروق" الذي أجبر على مغادرة البلاد وتم الاستيلاء على الوزارات والمطار ودار الإذاعة التي أذيع منها إعلان الانقلاب وبيان الثورة.

ومن أهم أسباب الثورة فساد نظام الحكم الذي يمثله الملك فاروق وسوء الحالة الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري بوجود الطبقية وشريحة اجتماعية عريضة تعاني الفقر، الأمية، البطالة والاستبعاد وسيطرة الاقطاعيين على النشاط الاقتصادي ومختلف أرصدة مصر في الخارج بالإضافة إلى أثر حرب فلسطين 1948 التي كشفت ضعف الجيش المصري وصفقة الأسلحة الفاسدة التي أبرمها الملك فاروق مع بريطانيا كما أن موجة التحرر انطلقت في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية في مطلع الخمسينات.

قامت الثورة المصرية بعدة إنجازات أهمها إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية بقيادة "محمد نجيب"  ووضع دستور جديد يتفق مع الثورة وإلغاء الرتب والألقاب التي كانت سائدة والتي تعد مظهرا للخضوع والابتعاد، ثم انتخاب "جمال عبد الناصر" رئيسا للجمهورية في 23 جوان 1956 والذي قام بتأميم قناة السويس في 26 جويلية 1956.

ب الجزائر (درست في الوحدة التعليمية الثانية) :
3 في أمريكا اللاتينية :
أ كوبــا :

كانت مستعمرة اسبانية نالت استقلالها بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية في 1898 التي تحصلت على قاعدة "غوانتانامو" (1902) كما سيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على اقتصاد كوبا وأقامت أنظمة موالية لها مثل نظام "باتيستا" والاضطهاد والذي كان يتعرض له الشعب من طرف هذه الحكومة العميلة وكذلك سيطرة الشركات الاحتكارية الأمريكية على ثروات كوبا بالطبيعة وتدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية للشعب الكوبي وهو ما دفع المحامي الشاب "فيدال كاسترو" إلى إعلان الثورة المسلحة.

قام "فيدال كاسترو" مع مجموعة من الثوار بالهجوم المفاجئ على ثكنة (مونكادا) معقل باتيستا في جويلية 1953 ولكن التحصين الكبير للفكتة وعدد جنودها (400 جندي) أفشل الهجوم واعتقل كاسترو ثم أطلق سراحه في 1955 ونفي نحو المكسيك وهناك تعرف على صديقه الثائر الأرجنتيني الطبيب "أرنستوتشي غيفارا" (أنظر الشخصيات) وتعاونا لمواصلة العمل الثوري.

يعود كاسترو إلى كوبا في 1956 ومعه 82 رجل من بينهم "تشي غيفارا" ويتمركزون في الجبال وينضم إليهم العمال والفلاحين وانتشرت الثورة بسرعة وبدأت حرب العصابات وحققت عدة انتصارات عسكرية وحررت عدة مدن أهمها "سانتياغو" و "سانتاكلارا" في 1958 مما جعل الكثير من قوات "باتيستا" ينضمون إلى الثورة وجعل هذا الأخير يهرب إلى إحدى الجزر التابعة للولايات المتحدة الأمريكية وفسح المجال للثوار المنتصرين للدخول إلى العاصمة "هافانا" في 1959 وأصبح كاسترو رئيس وزراء كوبا وقرر تحريرها اقتصاديا بتأميم الشركات الأمريكية وعقد علاقات مع الاتحاد السوفياتي بعد اعتناقه الشيوعية رسميا وبالتالي فتح المنطقة أمام هذا الأخير (الاتحاد السوفياتي)  (أزمة الصواريخ) 1962 وهو ما عرضه لحصار بحري أمريكي ← (أنظر درس الأزمات في الوحدة الأولى).

وبالتالي أصبحت كوبا جزيرة الحرية بالنسبة لشعوب أمريكا اللاتينية ورغم ذلك ظلت الولايات المتحدة الأمريكية منغرسة ف يجزء من التراب الكوبي وهي قاعدة (غوانتانامو) التي حولتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى أسوأ معتقل في تاريخ البشرية.

III من كفاح التحرر إلى ترتيبات ما بعد الاستقلال :
1 الكومنولث (Commonwelth) ← (أنظر جزء المصطلحات) :

تجتمع المنظمة مرتين في السنة وتجمع رؤساء الحكومات ومناقشة القضايا في جميع الميادين وهي منظمة (رابطة) اقتصادية بالدرجة الأولى، مقرها في (لندن) يتمثل دورها في تبادل المعلومات العامة بين أعضائها عن طريق وزراء الخارجية والسفراء.

من أهم أهدافها: الحرية الفردية – نشر الأمن في دول الرابطة والاعتراف بالمساواة بين الأجناس ومحاربة التمييز العنصر ي والتوزيع الأمثل للخيرات في المجتمع.

ويلاحظ تأثير بريطانيا الكبير في اتخاذ القرارات بالإضافة إلى التأثير الثقافي حيث تعتبر اللغة الانجليزية لغو رسمية في كل الدول الأعضاء وفي المجال الاقتصادي تأثيرها أكبر نظرا لتطورها الاقتصادي.

2 الفرانكفونية (la Francophonie) ← (أنظر جزء المصطلحات):

أعيد تنظيم المنظمة (الرابطة) في 1991 و 1998، تعتقد قمة كل سنتين وندوة تجمع وزراء الخارجية كل سنة، من أهم أهدافها ترقية التبادل التجاري وتقوية الروابط السياسية والثقافية واللغوية بين الدول الأعضاء والتركيز على نشر اللغة الفرنسية.


قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.



قم بالدخول للإطلاع على المزيد من المحتوى

لتتمكن من الوصول إلى جميع الدروس والتمارين والمسابقات والفيديوهات وتصفح الموقع براحة قم بالدخول أو بتسجيل حساب مجانا.