مواضيع الفصل الثاني
|
يَـــعْثُرُ بِالأكَـمِ و في الوَهْــدِ |
|
تَضْعُــفُ عَنْــهُ قُــوَّةُ الجَــلْـــدِ |
|
مِنْ بَشَرٍ ( نـاموا عَنِ المَجْـدِ ) |
|
و كُلَّهُم فــــي عـــيشَةٍ رَغْـــدِ |
|
أو تائِــــهَ اللُّبِّ بِــــلا عَمْــــدِ |
|
أَذَلُّ لِلمَــــكْـــــروهِ مِنْ عَبْــــدِ |
|
( فَــرَّ مِــنَ اللُّؤْمِ إِلى الجَــهْدِ ) |
|
مِنْ كَلَحـــاتِ المُكْثِرِ الوَغْدِ |
|
|
- الأكم:مكان مرتفع.
- الوهد:مكان منخفض.
- أخزى:أشدّ إذلالا.
- رغد: طيّب.
- اللّبّ:العقل.
- كلحات:عبوس.
- الوغد:الأحمق.
|
مــدرك أو مـحـــــــــارب لا يــــنــامُ |
|
ليس همّــــا مــا عـــاق عنه الظّــــلام |
|
ليس همّــــا مــا عـــاق عنه الظّــــلام |
|
ربّ عـــــيــش أخــفّ منه الحِـمـــــام |
|
حجـّـــة لاجــــئ إليــهـــا اللّــــــئـــــام |
|
مــــا لــجـــرح بميـّـــــــــت إيــــــلام |
|
عــا زمــانــي و استكرمتــنــي الكـــرام |
|
واقــفا تحت أخمــــــــصــي الأنــــــــام |
|
و مرامـــا أبغــي و ظــــــلمــي يـــــرام |
|
لك فيـــه مـــن الــتـّـــــــــقـــى لــــــوام |
|
و ثـَـنت قلــبك المســـاعـــي الجســــام |
" خرج رجل إلى الجبّان ينتظر ركابه، فتبعه كلب كان له، فضرب الكلب وطرده، و كره ( أن يتبعه ) ورماه بحجر، فأبى الكلب إلّا أن يتبعه فلمّا صار إلى الموضع الّذي ( يريد فيه الانتظار )، ربض الكلب قريبا منه، فبينما هو كذلك إذ أتاه أعداء له يطلبونه بطائلة لهم عنده، وكان معه جار له و أخوه، فأسلماه و هربا عنه، فجرح جراحات، ورُمي به في بئر غير بعيدة القعر، ثم حُثي عليه التّراب، حتى غُطّي رأسه، و الكلب في ذلك يرخم ويعوي، فلمّا انصرفوا أتى رأس البئر، فما زال يعوي و ينبش عنه، و يحثو التّراب بيده، و يكشفه عن رأسه حتّى أشهر رأسه، فتنفّس و رُدّت إليه الرّوح، فبينما هو كذلك إذ مرّ ناس فأنكروا مكان الكلب، ورأوه كأنه يحفر عن قبر، فنظروا فإذا هم بالرّجل على تلك الحال، فاستشالوه، فأخرجوه حيّا، و حملوه حتّى أدّوه إلى أهله .
وهذا العمل يدلّ على وفاء طبيعيّ، و إلف غريزيّ و محاماة شديدة و على معرفة و صبر وعلى كرم وشكر و على نفع عجيب، و منفعة تفوق المنافع، لأنّ ذلك كلّه كان من غير تكلّف و لا تصنّع."
|
و قَدْ مَرَقَتْ نَفْســـي فَطــالَ مُروقُهــا |
|
و ضوءِ نَهـــارٍ لا يَــزالُ يَســــوقُهـــا |
|
و مِنْ جَزَعٍ لِلْمَوْتِ سَوْفَ أَذوقُــــهــــا |
|
و يذْهَبُ عنهـــا طَيِّبُهـــا و خَلـــوقُـهــا |
|
فقَدْ هَطَلَتْ حــولـــي و لاح يَــروقُهــا |
|
و لَــكِـنْ حَـــدَثــانِ الزَّمــانِ يَعــوقُهــا |
|
و دامَ غُـــروبُ الشَّمْسِ لي و شُروقُها |
|
إِذا فَـتَــقَـتْ لا يُستطـــاعُ رُتـــوقهـــا |
|
و يأتيــك من حيــنِ البيـات طُــروقٌهــا |
- مرقت: خرجت عن الطّاعة.
- الثّرى: التّراب.
- المنايا: الموت.
- تجهّمت: عبست.
- فتقت: شقّت.
- رتوق: الفرجة، لا تجمع بعد الشّقّ.
- البيات: الهجوم ليلا.